الأربعاء، 29 نوفمبر 2017

العنف ضد الأم المغربية وأثاره على الأبناء




استضاف برنامج "كيف الحال" الدكتور "عبد الهادي القاسمي"  لمناقشة موضوع "العنف الممارس على الأم" سواء الجسدي أو النفسي وآثره على الأبناء الصغار، وذهب الدكتور القاسمي إلى أن الطفل قد يصاب بما يسمى "بالاكتئاب الطفولي"؛ وذلك في سن الثلاثة أو الرابعة، ويرجع الدكتور سبب ذلك إلى العنف الجسدي والنفسي الذي يمارس على أمه أو أخته، سواء من أبيه أو أخيه أو زوج أخته (لاحقا)؛ وذلك لأنه يحاول حمايتهما والدفاع عنهما، فيكتشف عقله الصغير أنه غير قادر على ذلك، بسبب كونه لا يزال طفلا صغيرا، فيدخل الطفل نتيجة لهذا إلى دوامة الأفكار السيئة مما يؤدي به إلى الإصابة ـ تدريجيا ـ بهذا الاكتئاب.  
وقد أشار الدكتور كذلك  ـ من خلال هذا البرنامج ـ إلى أن حالة الإصابة بهذا المرض تختلف عند الجنسين، فبالنسبة للطفل (الذكر)، فيتولد لديه كره كبير لمعظم الرجال، بما فيهم الأب بشكل خاص، والذي يفكر في من الانتقام منه عندما يبكر، كما أنه يكره المرأة أيضا، وذلك بسبب كونها كائن ضعيف لا يستطيع حماية نفسه من الرجال، وانطلاقا من هذه العوامل يكره الطفل أمه التي أصبح يعاني بسببها ، كما يكره أن يصير رجلا في الستقبل، وذلك حتى لا يكون مثل أبيه. 
أما بالنسبة للطفلة (الأنثى) فن مرحلة التعنيف هي التي تحدد مدى تعرضها للإصابة بهذا المرض، فإذا شاهدت الطفلة أمها تتعنف قبل بلوغها سن الحادية عشر سنة، فإن درجة تعرضها لهذا المرض حتمية، وذلك لأن هذه المرحلة هي التي تبحث فيها الطفلة ـ من خلال أمها ـ عن هويتها الجنسية، أو ما يسمى بـ "التطابق والتماثل الجنسي"، ولهذا تعتبر الطفلة أن تعرض الأم للعنف هو بالضرورة تعنيف لأنوثتها الحاضرة والمستقبلية، ويرى الدكتور القاسمي أن هذه الحمولات قد ترافق الطفلة مدى الحياة، والتي قد تسبب لها مشاكل مع زوجها، حتى وإن كان هذا الأخير يعاملها معاملة جيدة، وذلك لأن ما تحمل هذه الطفلة من ذكريات سيئة يجعلها لا تميز بين عنف أبيها لأمها، وبين حنان زوجها عليها، مما قد يدفعها إلى الانتقام من زوجها.      

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق