الجمعة، 8 يونيو 2018

بنت الدراز



كَانْ يَامَا كَانْ في قدِيمْ الزَّمَانْ، كَانْ الْخِيرْ فِي كُلّ مكَانْ، كَانْتْ الرِّيشَة تقْهَرْ الْمِيزَانْ، وكَانْ الْأعْمَى يتخَطَّى الْحِيطَانْ وكَانْ الشِّيخْ يَقْطَعْ الْوِيدَانْ، والْعَرْصَة(البُستان الصَّغير) كَانْتْ تغَدِّي الْقبِيلَة وتْزِيدْ الْجِيرَانْ، كَانْ وكَانْ حَتَّى كَانْ.
وفِي قَرْيَة بعِيدَة، طرِيقْهَا شدِيدَة، الرُّكْبَان إِلاَ قَصْدُوهَا يَعْيَاوْ، وَإِلَا مَاقَصْدُوهَا يَتَمَنَّاوْ، حِيثْ الاخْبَار لِّي تَوْصَلْ علِيهَا والْخِير لِّي فِيهَا، مَاتْخَلِّي حَدّ في دَارُ.
كَانْ في هَاد الْقَرْيَة واحَدْ الدَّرَّازْ(النَّسَّاج) راجلْ طَيِّبْ، القلبْ بيضْ كِيفْ كْلَمْةُ، وكلَامُ صَافِي مَتْقُونْ كِيفْ خدمْةُ، في الصِّيفْ يَنْسَجْ الْحَيْكْ وَالْمْخَابَلْ(سَتَائر تقليديَّة)، والْبَرْدْ يَنْسج الجْلاَلبْ والدّرَابلْ(رِدَاء ثَقيل)، وَكانْتْ عَنْدُ بنْتُ، وبنْتُ كَانْتْ صُورَة لبُوهَا في اخْلاقهَا ومنَاقبْهَا، الأمْ دَّاهَا(أخَذَهَا) الله وخَلاَّ لِيهَا ابَّاهَا.
بَعْدمَا رْعَاهَا فِي صْغُرهَا هِي اصبْحَتْ ترْعَاهْ.. وَبَنْتُ كَانْتْ عَمْيَة مِنْ زْيَادتْهَا، لَكِنْ عمَى البَصَرْ ما خْدَا منْهَا الْبَصِيرَة.
وبَعْْدمَا كَانْ بُوهَا بصَحّتُو، يدْرَزْ ويَاخُذْ مَا درَز لِلسُّوق، دَابَا(الآن) خَانْتُو الصَّحَّة اصبَح لِّي دَرْزُو، تَاخْذُو بـنْـتُ لِلسُّوقْ.
حمَارتهَا كَانْتْ عَارْفَة الطّرِيق، غِيرْ تَسْمَعْ «أرَّازِيدْ» تْشَدّ طرِيقْهَا، وغِيرْ توْقَفْ تْعَرَفْ بنْتْ الدَّرَّازْ أنَّهَا وَصلَتْ للسُّوقْ. وبِنْتْ الدَّرَّازْ، كَانْتْ فِي السُّوقْ مَعْرُوفَة، مَايْخُونْهَا شَارِي ومَا يغْدَرْهَا تَاجِْر.
فِي العشِيَّة ترْكَبْ الْحمَارَة، وتحْزَمْ الصّرَايْر، وتقْصَدْ الدَّار، والدَّرَّازْ بُوهَا كُلّ لِيلَة يَتْسَنَّاهَا، ومَا يتَهنَّى حَتَّى تَفْتَحْ الْبَاب سَالْمَة غَانْمَة. وكَانْ كُلّ لِيلَة بَعْد الْعشَاء يَقُولْ:
– الله يْفَرّشَكْ يا بنْتِي بالرّضَى ويغَطِّيكْ بالرّضَى.
واسْتَمَرّ الْحَال هَكْدَا، الدَّراز يخْدَمْ في الدَّار بِالصَّحَة لِّي بَاقْيَة لِيه، وبنْــتُ تبِيعْ فِي السُّوق، وفِي الْعشِيّة ترْجَع بِالصّرَايْر لِيه، عَايْشِينْ فِي الْخِير والْخْمِير(الرَّفَاهية).
وَاحْد النّهَارْ، كِيفْ الْعَادَة، حَمّْلَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ الْحْمَارَة باِلدّرَابل، حِيثْ كَانْ سَاعْتْهَا الشّتَاء والْبَرْد، وقَصْدَتْ السُّوق تشُوفْ رزَقْهَا.
قَرَّبْ يظلامْ الْحالْ، وخَفّ صُوتْ النَّاسْ، وعَرْفَتْ بِأنَّ السُّوق بدَا يَخْوَى منْ اصْحَابُ.
جَمْعَتْ صرَايرْهَا وَرَكْبَتْ الْحمَارَة قَاصدَة دَارْهَا.
فِي الطّرِيق، كَانْتْ الشّتَاء خِيطْ مِنْ السّمَاء والطّرِيقْ عَمْرَتْ بِالْمَاء، وخْطَاوِي الْحْمَارَة ثقَالُ، واللِّيلْ قَرّبْ يرْخِي حبَالُ.
ضَرْبَتْ وَاحْد الرَّعْدَة(الرَّعد) تصَمّ الادَانْ، وحِيثْ أُدْنِينْ الْحمَارَة طْوَال، خَافتْ وهَرْبَتْ، هَرْبَتْ بِبنْتْ الدَّرَّازْ وَسطْ الْغَابَة، جْرَتْ وجْرَتْ ومَا وَقْفَتْ حَتَّى تنَـصَّفْ اللِّيلْ، واللِّيلْ فِي الْغابَة مَشِي هُوَ لِيلْ الْقبِيلَة !!
بِنْتْ الدَّرَّازْ مَاعَـنْدهَا بَصَرْ ومَاعَرْفَتْ الْمكَانْ لِّي وصْلَتْ لِيه الْحْمَارَة.
نَزْلَتْ، وصَاحْتْ ونَادَاتْ، لَكِنْ مَاجَاوْبْهَا حَد، خَافْتْ الْمسْكِينَة وبْكَتْ.
رَبْطَتْ حمَارتْهَا معَ وَاحَدْ الشّجْرَة، ونعْسَتْ حَتَّى الصّبَاحْ مُمْكِنْ يْشُوفُوهَا الْحطَّابَة إلَا طَلعَتْ الضّبَابة.
في الصّبَاحْ، صْحَى الْجَوّ وطَلْعَتْ الشَّمْس، لَكِنْ حَتَّى آدَمِي مَاسَمْعَاتُو غِيرْ الفْرَاخ في السّمَاء والرِّيحْ تْحَرّكْ الشّجَر ووْرِيقَاتُ.
الدَّرَّازْ في القبِيلَة، لِيلْ كَاملْ يْقَلَّبْ علَى بنْتُ، مْشَى للسُّوقْ ودْرُوبْ الْقبِيلَة سألْ الجِيرَانْ والصّحَابْ، لكِنْ حَتَّى حَدْ مَاعَنْدُو الجْوَاب، قَالْ غِيرْ الشَّفَارَة(اللُّصُوص) طَمْعُوا في الصّرَايرْ وآدَاوْ بِنْتِي. رْجَعْ للدَّارْ، وتْسَنَّى شْكُونْ يجِيبْ الْاخْبَار.
فِي الْغَابَة، صَاحتْ بنتْ الدّرَّاز ونَادَاتْ ولاَ مِنْ يَسْمَعْ صيَاحْهَا.
نزْلَتْ مِنْ فُوقْ الْحْمَارَة، وحَرّكَتْ عصَاهَا للقُدَّامْ، عصَاهَا مسَّتْ الْعُود والْعُود تحَرَّك، حِيثْ الْحمَارَة وَصْلَتْ لدَارْ وَسْط الْغَابَة، وَقْفَتْ قُدَّامْ بَابْهَا، بِنْتْ الدَّرَّازْ فَرْحَتْ، وقَالْتْ:
– يَا أهلْ الدَّارْ.. هَدِي ضْرِيرَة مَضْرُورَة، تَاهَتْ فِي الْغَابَة الْمَهْجُورَة، بُويَا شِيخْ درَّازْ مَايَقْدَرْ عَلَى الْهَمّ والْمرُورَة.
جَاوْبَاتْهَا مِنْ دَاخَلْ الدَّارْ مْرَا(إمْرأة) كْبِيرَة:
– تعَالِي اَبِنْتِي، لِّي ضَرَّكْ ضَرّْنِي، إِذا كنْتِ ضرِيرَة، أنَا بحَالكْ وإلَا بُوكْ بعِيدْ علِيكْ، حَتَّى ولْدِي بعِيدْ عليَّ..
تْحَسّسَتْ بِنْتْ الدّرَّازْ المكَانْ ورَبْطَتْ الْحمَارَة ودَخْلَتْ لِلدَّارْ.
الْمَرْأة العَجُوزَة حتَّى هِي كَانْتْ مسْكِينَة ضرِيرَة، خرَجْ ولْدْهَا يْجِيبْ دْوَاهَا مِنْ بلادْ بعِيدَة، وبْقَاتْ امُّو الْعجُوزَة فِي الدَّارْ وحِيدَة.
كَانْ عنْدَهَا فِي الدَّارْ طِيرْ وقطّ وكَلْب.. كَانْتْ إلَا بْغَات تَاكُلْ وتَمْشِي لْبِيتْ الطّيَابْ(المطْبخ) تتْبعْ صُوتْ الطّيرْ، فِينْ مَا تحَرّكْ وسْمْعَتْ صُوتُ تّـبْعُو حيثْ دَرّبُو وَلدْهَا بَاشْ يعَاونْهَا فِي الطّيَابْ، وَكِيفْ الطّيرْ؛ كَانْ القِطّْ في بِيتْ الرّقَادْ وَالْكَلْب في الحطَبْ وحرَاسَة البَابْ.
مَرَّتْ الأَيَّامْ، وَبِنْتْ الدَّرَّازْ معَ الْعَجُوزَة في دَارْهَا، وبِينَاتْنَا مَا شَافتْ مِنْهَا غِيرْ الْخِيرْ والْكَرَم.
ابَّاهَا شَافْ في الْْمنَامْ بِأنّ بنْتُ حيَّة، ومعَاهَا بِنْتْ بحَالْهَا يَجْرِيوْ ويلَعْبُوا، ومَا عرَفْ يفَسّرْ المْنَامَة.
زَارْ فقِيهْ الْقبِيلَة وقَالْ:
– هَاد المنَامَة حَقّ ولاَ بَاطلْ أسِيدِي الْفقِيهْ ؟
وجَاوْبُو الْفقِيهْ:
– الْمنَامَة حَقّ، والضّرِيرَة بَنْتَكْ معَ ضْرِيرة بحَالهَا، لاَ هِيَ غدَّارَة ولاَ سحَّارة.. بَنْتَكْ لاَمَحَالَة رَاجْعَة، غِيرْ الْمكَانْ لِّي هيَ فِيــــه مَايَعْرفُو الْقــــرِيبْ وَلاَ الْبعِيدْ أسِيدِي الدَّرَّازْ.
وَاحد الْيُومْ غَابْ الطِّيرْ، فَرْفَرْ بجْنَاحُ وغَابْ لِيهْ الأثَرْ، وَفِي الْيُومْ التَّالِي تَبْعُو الْقطّ، والْكَلْب تْبَـعْهُمْ فِي اليُومْ الثَّالِثْ، وَهَكْذَا الْحَملْ كُلُّ طَاحْ علَى بِنْتْ الدَّرَّازْ.. خَاصّهَا تطيِّبْ وتْنَقِّي وتسْقِي.
بِنْـــتْ الـــدَّرَّازْ طَيِّبَة، ومَا تـــرَدّ النّعْمَـــة بِالْجحُـــودْ، كِيفْمَا ضَـــايْفَاتْهَا الْعَجُـوزَة فـــــي دَارْهَـــا، خَاصّــــهَا تْرَدّ الْجَمِيلْ.
مضَتْ الأيَّامْ، والْعَجُوزَة بدَاتْ تَعْيَا وتَمْرَضْ، ومنْ غِيرْهَا مَاكَايْنْ لِّي يقَابْلهَا ويَرعَاها، وعْيَاهَا مَالْقَاتْ لِيهْ دْوَا، غِيرْ الصّلاَة والدُّعَاء.
في يُوم قَرّْبَاتْ الْعَجُوزَة بنْتْ الدَّرَّازْ لعَنْدهَا وضَحْكَتْ وقَالْتْ:
– انْتِي عَنْدِي بحَالْ بِنْتِي، خْدَمْتِينِي وصْدَقْتِينِي، وكِيـــــــــــف نجَازِيكْ مَا عرَفْــــتْ، إِيلَا شِي حَاجَــــة تّشَافْ، مَاشَفْـــتْهَا مَاتْشُوفِيهَا، وإِيلا شِي حَاجَة تّكالْ(تُؤكَل) تَاكْلِيهَا وتَنْسَايْهَا. أنَـا غَــادِي نجَــــازِيكْ خِيـــــرْ الْجَــزَاء.
هَاد الصّرِيرَة، فِيهَا خَاتمْ، وَهَاد الخَاتمْ مذَهَّبْ مَا يَاخْدُو غِيرْ الصَّادَقْ الأمِينْ، كُنْتْ حَافظَاهْ لوَلْدِي إلَا رْجَعْ، لَكِنْ مَا بَايْنْ لِيهْ رْجُوعْ.
ومَرَّتْ الأيَّامْ، والْعَجُوزَة تسُوء حَالْهَا يُومْ بَعْد يُومْ، ضْعَافْ عُودْهَا وقَلّ كلاَمْهَا.
فِي وَاحَدْ الصّبَاحْ، فَاقتْ بَنْتْ الدَّرَّازْ كِالْعَادَة، ومشَتْ طَيّبَاتْ عصِـــــــــيدَة خفِيفَة، وجَاتْ تفَيَّــــــــــقْ الْعجُوزَة، لَكِنْ الْعجُوزَة كَانْتْ عَنْدْ الله.
وشْحَالْ(كَمْ) بكَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ مَلِّي عَرْفَتْ أنَّها بقَاتْ وحِيدة فِي الدَّارْ وَسطْ الْغَابَة، لاَونِيسْ ولاَ جلِيسْ.
خَافَتْ تَخْرج مِنْ الـدَّارْ ومَا تَعْرفْ لِيهَا رجُوعْ، وخَافتْ تَبْقَـى في الدَّارْ يقْتلْهَا الْخَوْفْ والْجُوعْ.
ودَازْ(مَرَّ) الْيُومْ الأوَّلْ وتَبْعُو الثَّانِي، وبِنْتْ الدَّرَّازْ وَسطْ الْغَابَة تسَنَّى، وبُوهَا يَتْسَنَّى وَسطْ الْقبِيلَة، وَاحَدْ مَا عْرَفْ للآخَرْ طْرِيقْ.
فِي الْيوم الثَّالثْ، سَمْعَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ صُوتْ العَوْد(الحِصَان) يَجْرِي فِي الْغَابَة، والصُّوتْ قَاصدْ الدَّارْ… وشْوِيَّة الصُّوتْ هْدَا وخْطَاوِي الرَّاكَبْ قَرّبَتْ، فَرْحَتْ ملِّي سَمْعَتْ الْبَابْ تَفْتَحْ ودخَلْ الدَّاخَلْ.
قَالَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ:
– شْكُونْ(مَن) الدَّاخَلْ؟ قطَّاعْ الطرِيقْ نَاوِي بِأهْل الدَّارْ الْغْدَرْ؟ الْغَدَّارْ قَدّ مَا رْبَحْ خْسَرْ.
جَاوْبْهَا:
– شْكُونْ انْتِي، انْتِي الْغَدّارْ الشّفَّارْ، هَدِي دَارِي ودَارْ وَالْدِيَّ، بْنِيتْ حِيطْهَا وسقَفْهَا بِإِيدِيَّ.
مَلِّي كَمَّلْ الضِيفْ كْلاَمُ، عَرْفَاتُو بِنْتْ الدَّرَّازْ؛ هَدَا هُو ولدْ العجُوزَة لِّي حْكَتْ عْلِيه، فَرْحَتْ وحَزْنَتْ. فَرْحَتْ حِيثْ عَرْفَتْ مَا منُّو إِدَايَة وحَزْنَتْ حِيثْ لِّي جَاء علَى قبَلْهَا مشَتْ وخَلاَّتُو، مشَتْ حيَاتْهَا وبقَتْ حيَاةُ.
الضِّيفْ مَلِّي شَافْ امُّو مِيْتَة، ظَنّ بِأنَّ بِنْتْ الدَّرَّازْ قـــــتْلَـتْهَا، حِيثْ ما عْــــرَفْ بِأن حَـــــــتَّى هِيَ ضْرِيرَة، لَكِنْ لمَّا عْرَفْ الحْكَايَة وعْـــرَفْ بِأن هِي لِّي رعَاتْهَا في غْيَابُ، بَرْدَتْ نَارُ.
كَانْتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ هَازْلَة بِالجُوعْ ويَابْسَة بِالْبَرْد، وكِيفْ مَارْعَاتْ هِيَ امُّو، خَصُّو يَرْعَاهَا.
بَعْدمَا وقفَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ ورَجْعَتْ لِيهَا الْعَافِيَة، قاَل لِيهَا:
– إِلَى شَفْتِي ألْوَانْ الْغَابَة وَألْوَانْ النَّاسْ، وشَفْتِي ذهَبْ الزِّينَة وشَفْتِي الْمَاسْ, ولُونْ الشّعْر وزْوَاقْ الْحَيْك لِّي فُوقْ الرَّاسْ.
سَمْعَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ كلاَمُو وقَالَتْ:
– كَنْشُوفُ فِي ظلاَمْ اللِّيلْ، حِيثْ لِّي خدَا الْبَصَرْ خَلّى لِي الْبَصِيرَة، لَكِنْ كَنَحْلَمْ نْشُوفْ بُويَا وقْبِيلْتِي واحْبَابِي وصْحَابَاتِي.
وقَفْ وقَالْ:
– الدّوَاء لِّي جَبْتْ مْعَايَا، مَا ضَاعْ، إِلَى مَاكَان فِي نَصِيب امِّي، رَاهْ فِي نَصِيبك.
هَاكِي هَاد الْمَاء، رُشِّيهْ علَى وَجْهَكْ وقَطّْرِيهْ في عَيْنِيك والْبَصَرْ بقُدرَة الله غَادِي يَرْجَعْ لِيكْ.
فَرْحَتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ بالْخبَرْ، واخذَتْ الدّوَاء، رَشَّاتُو وفي عَيْـنِـيهَا قَطّرَاتُو.
إيوَا شْوِيَّة، حلَّتْ بنتْ الدّرَّاز عِينِيهَا، وكَانتْ الْمُفَاجَأة.
الظّْلاَمْ ولَّى نْهَارْ وْنُورْ، والْعِينْ لِّي عَمرْهَا مَا بَصْرَتْ ولاَّتْ تْشُوفْ.
فَرْحَتْ وْزْغَرْدَتْ وكَبّْرَاتْ، وخَرْجَتْ تَجْرِي للْغَابَة تْشُوفْ الْوَرْدْ لِّي سَمْعَتْ عْلِيهْ وشَمَّاتُو، وتْشُوفْ الرّبِيعْ لِّي مْشَتْ علِيهْ ومسَّاتُو.
وهَكْذَا وَلاَّتْ بِنْتْ الدَّرَّازْ الضّرِيرَة تْشُوف، وزَادْهَا البَصَرْ علَى البَصِيرَة.
فَاعلْ الخِيرْ فْرَحْ بمَا كَانْ، وعْرَفْ قْبِيلَة بِنْتْ الدَّرَّازْ، وهَزّهَا في عَوْدُ(حِصَانُه) وقْصَدْ الْقبِيلَة.
الدَّرَّازْ رجْعَت فِيه الرُّوح وفْرَحْ بِبنْـــتُو لِّي رَجْعَتْ سَالْمَة وبـعَــيْـنِيهَا غَانْمَة، والْقْبِيلَة كُلّهَا فَرْحَاتْ بلِّي صَار.
فَاعَلْ الخِيرْ بمُوتْ امُّو، مَا بْقَى عَنْدُو لاَ فَرْعْ لاَ أصْل، وكَجَزَاءْ لِلْخِيرْ لِّي دَارُو، زَوّجُو الدَّرَّازْ بـبَـنْـتُ، وعَاشُوا فِي الْقبِيلَة عِيشَة هَانْيَة فَرْحَانَة، وْخَذْ حَرْفَة الدّرازَة علَى الدَّرَّازْ.
وبْعَدْمَا كَانْتْ بنْتْ الدَّرَّازْ تَمْشِي للسُّوقْ ضْرِيرَة، اصبْحَتْ تَمْشِي بِنُورْ عَيْنِيهَا، ورَاجْلهَا إيدِيه بإيدِيهَا، لاَحْمَارَة تقُودْهَا ولاَ شَفَّارْ يَضْحَكْ عْلِيهَا.
وهَكْذَا مْشَاتْ حْكَايْتِي مِنْ وَادْ لوَادْ، ومِنْ بلاَدْ لبلاَدْ، يَحْكِيهَا الْاجْدَادْ لِلصِّبْيَان والْاحْفَادْ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق