كان البعض مترددا في الإجابة، والبعض الآخر حاول مراوغتنا ونحن نسأل داخل "سوق واقف" بالعاصمة القطرية الدوحة عن المكان الذي التقطت فيه صورة للملك محمد السادس أثارت ضجة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي.
خلال تجوالنا داخل السوق بين الأزقة الضيقة ومحلات أغلبها مغلق والآخر شرع في الإغلاق، بحثا عن المكان الذي حل به الملك أثناء زيارته الأخيرة إلى قطر وتم استغلاله لترويج صورة على حسابات بمواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيها حاملا وشاحا كتبت عليه عبارة: "لكم العالم ولنا تميم"، كما طبعت على القماش صورة مصغرة لأمير قطر، اهتدينا، بالاعتماد على بعض الرموز في الصورة المتداولة، إلى المكان المقصود.
كان الزقاق فارغا في حدود العاشرة ليلا، بالكاد بقي محل واحد لبيع العطور ينتظر عشاق الروائح الطيبة. أمامه، كان يجلس مواطنان ينحدران من دولة الهند، أحدهما يعمل في محل لبيع العطور وآخر يشتغل مساعدا في محل ثانٍ يملكه مواطن قطري؛ وهو المحل الذي وقف أمامه الملك، كما أكد البائع .
وبحسب ما كشفه مساعد البائع ، فإن الملك محمدا السادس حل بالسوق المذكور دون "بروتوكول أمني"، الأمر الذي جعل العديد من المواطنين لا يكترثون لذلك ولم يشعروا بأن الشخصية التي تتجول بين محلاتهم هو أحد ملوك العرب.
البائع الهندي أكد في حديثه أن "الملك اقتنى من محلنا أربعة تذكارات، قبل أن يفاجئه أحد الشباب الذي تعرف عليه وطلب منه التقاط صورة، فما كان من الملك سوى أن تلقى ذلك بصدر رحب".
وذهب المتحدث نفسه إلى أن "الصورة التي روجت على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعيدة عن الواقع؛ ذلك أن الملك لم يرفع أي وشاح".
وتابع البائع الهندي قائلا: "الحراس الخاصون الذين كانوا برفقة الملك منعوا الباعة وكذا المارة من التقاط صور، بعد أن تعرف الحاضرون على أن الواقف بينهم هو ملك المغرب".
هذا الأمر، أكده مواطن هندي آخر يقيم في قطر، يشتغل بدوره في "سوق واقف" الشعبي بالدوحة؛ إذ أورد أنه شاهد الملك يحل بالمكان دون التعرف عليه، "لكونه كان يرتدي لباسا عاديا وبدون بروتوكول، وهو أمر لا يقوم به الرؤساء العرب، غير أن التقاط شاب صورة له جعل الجميع ينتبه لذلك".
وكان القصر الملكي، قد سارع إلى دحض الصورة، مشددا على كونها "مفبركة"، بينما أعلنت قطر، على لسان الشيخ سيف بن أحمد بن سيف آل ثاني، مدير مكتب الاتصال الحكومي، عن "أسفها للصورة المركبة التي تظهر جلالة الملك وهو يحمل وشاحا أثناء إحدى الزيارات في منطقة بالدوحة".
عبد الإله شبل من الدوحة

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق